ما نسبة نجاح العلاج بالتردد الحراري؟
يعد العلاج بالتردد الحراري من أحدث التقنيات غير الجراحية التي أثبتت فاعليتها في الحد من الألم المزمن الناتج من مشكلات العمود الفقري والمفاصل، ما يجعله خيارًا مناسبًا للمرضى الذين يبحثون عن بدائل آمنة للجراحة.
خلال هذا المقال يستعرض الدكتور أحمد الشال – افضل دكتور علاج الألم في مصر – -دكتوراه علاج الألم بدون جراحة- أهمية العلاج باستخدام تقنية التردد الحراري، موضحًا الحالات المرضية التي يمكن علاجها باستخدام هذه التقنية، وبعضًا من أهم مميزاتها.
ما هو العلاج بالتردد الحراري؟
يُعرف طبيًا باسم القطع العصبي بالتردد الحراري “Radiofrequency Ablation”، وهو إجراء طبي يُستخدم للحد من الألم المزمن عبر توجيه موجات راديوية عالية التردد نحو الأعصاب المسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى الدماغ.
ويتميز التردد الحراري أنه إجراء غير جراحي لا يتطلب تخديرًا عامًا، ويمكن إجراءه في العيادة الخاصة بالطبيب باستخدام أدوات دقيقة، وهو خيار علاجي فعّال للمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة في الرقبة، أو الظهر، أو المفاصل، ولم يحققوا تحسنًا مع العلاجات التقليدية، مثل الأدوية، أو العلاج الطبيعي.
آلية عمل التردد الحراري
يعتمد العلاج بالتردد الحراري على إدخال إبرة دقيقة للغاية موجهة بالأشعة المقطعية لتصل إلى العصب المستهدف، ومن ثم يُطلق من خلالها موجات راديوية تولد حرارة محسوبة تُعطل وظيفة العصب بصورة مؤقتة أو دائمة تبعًا لنوع التقنية المستخدمة، وينقسم هذا العلاج إلى نوعين رئيسيين:
التردد الحراري المتواصل
في هذا النوع، تُستخدم الموجات الراديوية بصورة مستمرة لتوليد حرارة تؤدي إلى تلف حراري شبه دائم في العصب المستهدف، ما يمنع إرسال إشارات الألم لفترة طويلة قد تصل إلى عدة شهور أو حتى سنوات.
التردد الحراري النبضي
يعتمد هذا النوع على إرسال موجات راديوية قصيرة ومتقطعة تهدف إلى تقليل الألم دون إتلاف دائم للعصب، وهو من الخيارات المناسبة للحالات التي تتطلب الحفاظ على وظيفة العصب والحد من الألم في نفس الوقت.
التردد الحراري المبرد
هو تقنية متطورة من التردد الحراري وتعتمد على تبريد الإبرة المستخدمة في تعطيل الأعصاب المسؤولة عن إرسال إشارات الألم، ما يساعد على فاعلية أكبر في العلاج دون التسبب في تلف حراري للأنسجة المحيطة بالعصب، وعادة ما يستخدم هذا النوع في حالات آلام الركبة أو المفصل العجزي الحرقفي.
دواعي إجراء العلاج بالتردد الحراري؟
عادة ما ينصح الأطباء بهذا النوع من العلاج في بعض المشكلات الصحية المختلفة التي تسبب معاناة آلامًا مزمنة تؤثر سلبًا في ممارسة المريض لحياته اليومية، مثل:
آلام العمود الفقري
يُستخدم التردد الحراري للفقرات لتخفيف الآلام الناتجة من مشكلات في مفاصل العمود الفقري، مثل ” المفاصل الوجيهية” أو “المفاصل العجزية الحرقفية”، والتي تعد مصدرًا شائعًا للألم المزمن في الرقبة وأسفل الظهر، وفي هذه الحالة يستهدف العلاج الأعصاب الفرعية المتصلة بهذه المفاصل.
أيضا يعد علاج الغضروف بالتردد الحراري من أهم الوسائل العلاجية المتبعة للحد من الألم الناتج عن تلف قرص الغضروف، إذ أن تسرب المادة الداخلية له والتي تسبب ضغطًا على الأعصاب المجاورة أو الحبل الشوكي.
التهاب المفاصل
يُستخدم العلاج بالتردد الحراري للحد من الألم الناتج من التهاب مفصل الركبة، أو الورك، أو الكتف، وهنا تستهدف الموجات الراديوية الأعصاب الحسية المحيطة بالمفصل، ما يمنع إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.
آلام الأعصاب المزمنة
قد ينصح الأطباء باستخدام تقنية التردد الحراري لعلاج الآلام العصبية المزمنة التي لم تستجب لأنواع العلاج الأخرى، مثل عرق النسا، أو العصب الخامس، أو الآلام الناتجة عن هشاشة العظام.
آلام ما بعد العمليات الجراحية
يستخدم العلاج بالتردد الحراري لتخفيف الألم المزمن الناجم عن العمليات الجراحية، مثل الألم بعد جراحة الفتق الإربي، أو الألم بعد البتر، إذ يستهدف العلاج الأعصاب المسؤولة عن نقل إشارات الألم من منطقة الجراحة.
آلام السرطان
قد ينصح الأطباء بالتردد الحراري للحد من الألم الناتج من السرطان، وخاصة في الحالات التي لا يمكن للمريض الخضوع فيها لجراحة استئصال الورم، ويهدف العلاج إلى إتلاف الأعصاب المسؤولة عن نقل إشارات الألم من الأورام السرطانية.
كيفية إجراء العلاج بالتردد الحراري
رغم أن التردد الحراري يعد من الإجراءات البسيطة غير الجراحية والتي يمكن إجرائها في عيادة الطبيب، فإنه يتطلب الالتزام بعدة خطوات لضمان الحصول على أفضل النتائج، والحد من التعرض لأي مخاطر صحية.
التحضير لما قبل جلسة التردد الحراري
ينبغي على المريض اتباع بعض الإرشادات قبل الخضوع للجلسة، منها:
- الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب مدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات قبل الخضوع للإجراء، وخاصة إذا كان سيتم استخدام مهدئ أو تخدير موضعي أو وريدي.
- التوقف عن استخدام بعض الأدوية، وخاصة أدوية السيولة للحد من احتمالية التعرض للنزيف.
خطوات جلسة العلاج بالتردد الحراري
- بداية يستلقي المريض على طاولة الفحص في وضعية يحددها الطبيب تبعًا لموضع الألم، فوضعية علاج التردد الحراري للغضروف في الرقبة تختلف في حال علاج الفقرات القطنية.
- يُخدر الجلد والمنطقة المستهدفة موضعيًا للحد من الشعور بوخز الإبرة في أثناء إدخالها.
- تستخدم تقنيات التصوير، مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية، لتوجيه الإبرة بدقة نحو العصب المستهدف.
- قبل البدء في العلاج بالتردد الحراري، يختبر الطبيب العصبي من خلال إرسال نبضات كهربية ضعيفة عبر الإبرة للتأكد من الوصول إلى العصب الصحيح.
- إرسال الموجات الراديوية لتوليد حرارة كافية لتعطيل وظيفة العصب المسؤول عن الألم.
تتراوح جلسة العلاج بالتردد الحراري عادةً بين 30 و60 دقيقة، تبعًا لحالة المريض، وعدد الأعصاب المستهدفة وموضعها في الجسم.
ما بعد جلسة التردد الحراري
يمكن للمريض مغادرة العيادة في نفس اليوم، ويوصى الطبيب بالراحة لمدة يوم إلى يومين بعد الإجراء، وتجنب ممارسة الأنشطة البدنية المجهدة، ويمكن للمريض العودة إلى أنشطته اليومية المعتادة تدريجيًا.
مميزات التردد الحراري
يسهم العلاج بالتردد الحراري في تخفيف الألم بفعالية دون الحاجة إلى أي إجراءات جراحية، ما يجعله خيارًا آمنًا وفعالًا لعديد من المرضى، وتتضمن أهم مميزاته ما يلي:
- لا يتطلب صنع شقوق جراحية، ما يحد من خطر العدوى أو النزيف.
- انخفاض مستوى الألم في أثناء الجلسة وبعدها مقارنة بالجراحة.
- إمكانية عودة المريض إلى ممارسة أنشطته الطبيعية في خلال أيام قليلة.
- نتائج هذا العلاج تمتد لفترة طويلة قد تصل إلى أكثر من عام.
- يناسب هذا الإجراء كبار السن والمرضى غير المؤهلين للخضوع للجراحة.
ما نسبة نجاح جلسات التردد الحراري؟
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة نجاح التردد الحراري تتراوح بين 70% و90%، وذلك وفقًا لحالة المريض الصحية والموضع المُعالج، ما يعكس كفاءته مقارنةً بالخيارات العلاجية الأخرى.
المضاعفات المحتملة للتردد الحراري
لا يخلو أي إجراء طبي من بعض الآثار الجانبية المحتملة والتي يزول معظمها تلقائيًا خلال أيام قليلة، والتي تتضمن ما يلي:
- ألم مؤقت في موضع إدخال الإبرة، والذي عادة ما يزول تلقائيًا خلال مدة قصيرة.
- الإحساس بالتنميل أو الخدر في المنطقة التي تم علاجها بالتردد الحراري، يمتد هذا الشعور لبضعة أيام، ثم يختفي تدريجيًا.
- معاناة احمرار بسيط، وتورم خفيف حول المكان الذي خضع فيه المريض للجلسة.
وفي حالات نادرة جدًا، قد تحدث عدوى سطحية أو نزيف بسيط، ويمكن للطبيب الحد من تعرض المريض لهذه المضاعفات من خلال استخدام أدوات معقّمة، والاعتماد على التصوير الإشعاعي الدقيق في أثناء الإجراء.
وأخيرًا، يعد العلاج بالتردد الحراري خيارًا علاجيًا فعالًا للحد من الألم دون جراحة، وهو ما يمنح المرضى فرصة حقيقية لاستعادة أنشطتهم الطبيعية بأقل تدخل طبي ممكن.
احجز استشارتك الآن في مركز الدكتور أحمد الشال – دكتوراه علاج الألم بدون جراحة عبر الأرقام الموضحة على موقعنا الرسمي.
أهم الأسئلة الشائعة
1- ما هو العلاج بالتردد الحراري؟
هو إجراء غير جراحي يُستخدم لتقليل الألم المزمن عن طريق توجيه موجات راديوية نحو الأعصاب المسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى الدماغ.
2- ما نسبة نجاح العلاج بالتردد الحراري؟
تتراوح نسبة النجاح بين 70% إلى 90%، وتختلف بحسب الحالة الصحية للمريض والمنطقة المعالجة.
3- ما الحالات التي يمكن علاجها بالتردد الحراري؟
يُستخدم لعلاج آلام العمود الفقري، المفاصل، الأعصاب المزمنة، آلام ما بعد الجراحة، وآلام السرطان.
4- هل يشعر المريض بالألم أثناء الجلسة؟
يتم استخدام تخدير موضعي، وقد يشعر المريض بانزعاج بسيط، لكنه لا يشعر بألم حاد.
المراجع
- https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/17411-radiofrequency-ablation
- https://www.mayoclinichealthsystem.org/hometown-health/speaking-of-health/radiofrequency-ablation-pain-relief
- https://www.webmd.com/pain-management/radiofrequency-ablation
- https://painspecialistsaustralia.com.au/radiofrequency-ablation
- https://www.hss.edu/conditions_radiofrequency-ablation.asp
- https://www.londonpainclinic.com/treatment/what-is-pulsed-radio-frequency-treatment/
- https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/radiofrequency-ablation/about/pac-20385270